الخميس، 16 يوليو 2009

منفى ...

خارج عينيك
كل البلاد منفى
كل البلاد اغتراب
السماء صغيرة وضيقة هنا
فاستعدي كي نعد نجومها
ونطلق عليها أسماء أطفالنا الذين
لم نجد ليلا كافيا لننجبهم



الجمعة، 21 نوفمبر 2008

أمنيات ...



أبحث عن لغة بلا أسئلة .. ففي السؤال يختبئ شقائي

(( لو كان لي أن أعيد البداية ))
لاخترت غير هذي الطريق
أغير – أولا – اسمي إلى آخر لا ينتمي إلى أحد
أغير مكان نومي :
أنأى بفراشي الصغير عن نافذة البيت
لئلا أطل على الأبد
أختار عند عودتي إلى أبي بشهادتي
كرة صغيرة أو دمية أو أية هدية أخرى
بدلا من ديوان شعر
أشغل نفسي عن معلقة ابن العبد
بسماع أغنية عن البرتقال
وأتخلى عن افتتاني بالياسمين وضوء القمر

ولاخترت قلبا غير هذا القلب :
أقل هشاشة
غير مصاب بالحنين إلى ما مضى
ومنيعا على الأنثى

ولربما تزوجت – إن وافقت أمي
على أن تختار لي على طريقتها
إحدى بنات حينا
ولربما أصبحت أبا
ودللت ابني على طريقي هذه
ليكتب عني قصيدتي هذه

وأما صفاتي :
فأختار أن أكون جبانا
أخاف ركوب الطائرة
وغبيا لكي لا يحاسبني الله
إن أطلت السؤال عن الغيب
وقبيحا لكي لا أطيل النظر في المرآة
وتولد أولى الأمنيات :
سأكون نجما في السينما

***
(( لو كان لي أن أعيد البداية ))
لغيرت انتمائي إلى هذا البلد
واخترت بيتا على شاطئ الأطلسي ...

الخميس، 3 أبريل 2008

قبلة في المكتبة ..






في المكتبة .. وعلى مرأى من الأدب .. كنا نصعد سلم الشهوة خطوة خطوة ...


استجار بالصمت في محاولة منه إخفاء شهوته ، لكن صمته كان أعلى من كل الأصوات .. ودون حاجة إلى الكلام ، عيناه اللتان لا تجيدان إخفاء ما يسكنهما قالتا كل شيء ...


اقترب مني أكثر .. وضع يديه على يدي ..كانت يداه حريقا يحتاج إلى بحر من النشوة لإخماده ..واقترب أكثر .. وأصبح ثغري في مرمى شفتيه.. وبلمح البصر ، كانت شفتاه المرتعشتان شبقا تنقضان على شفتي في محاولة لعناقهما .. أذكر ، قال لي يوما : ( القبلة موعدان ، موعد مع الموت وآخر مع الحياة ، إنها تقتلك وتحييك في آن معا ... ) . لم أدرك يومها مدى صحة ما قال لي ، لكني أدركته فيما بعد .. على أعتاب قبلته الأولى ...


ما إن تعانقت شفاهنا حتى أغمضت عيني واستسلمت لموته المشتهى .. عندها تملكتني رغبة ملحة في الصراخ ، لكن شفتاه الملتصقتان بشفتي حالتا دون ذلك .. لم أكن أعرف قبلها أن بإمكان قبلة أن تملأك نشوة حد الصراخ .. وربما حد البكاء...


بانصهار شفاهنا ببعضها كنا نمتطي جواد الجنون ونعبر الزمن إلى مكان خارج الوقت ، هناك .. حيث عقارب الساعة تكف عن الدوران ، إذ لا وقت لتدور من أجل حسابه ...


كان يرسم على شفتي قبلات متتالية ، سريعة ، كأنه في معركة مع الوقت .. يريد كسب أكبر عدد ممكن من القبل قبل انتهاء المعركة .. كان بين قبة وقبلة يقتلني ليعيدني طفلة بقبلة أخرى ...


لقبلته طعم الثلج وطعم النار.. مذاق تقف الكلمات حيرى أمام وصفه .. هو الذي يحترف إغراء الأنوثة كانت هذه هي المرة الأولى التي يقبلني فيها .. كان يريد لقبلته مكانا استثنائيا يليق بها ، فلم يجد أفضل من المكتبة .. ليقول للذين ملؤوها بكلماتهم أنهم ما زالوا تلاميذا أمام قبلته ...


واستمرينا كمن أصبح التوقف خارج سيطرته .. واستمرينا .. لا أدري كم دام عمر هذه القبلة .. لا أدري كيف بدأت وكيف انتهت.. كل ما أذكره أنني كنت أقول له خلالها :(( .. قبلني أكثر .. أعدني طفلة من جديد ... ))...

الأربعاء، 12 مارس 2008

أمريكا ..





القاعة ملأى بالناس

مرت ساعة .. ما زال الشاعر يلقي

قصيدته عن أمريكا :

( ... الهنود الحمر \

هوريشيما \

غوانتنامو \

العراق \

....

.... )

يضحك رجل عند الباب

يقول :

" ولكن .. من سيحاسب الله إن أخطأ ؟ "

الثلاثاء، 11 مارس 2008

انتصار ..





ليل ماجن يغطي المدينة

والمدينة غارقة في الفرح

عادوا محملين بأشيائهم ودمي

تساءل الناس : " ماذا حدث ؟ "

أجابت الطرقات :

" لا شيء

انتصر الجنود على مدينتهم ..."

الاثنين، 10 مارس 2008

" عبرنا الجسر قبل أن نبلغه .. "





قبل أن نصل نهاية الطريق .. توقفنا ومنحنا أنفسنا الجوائز التي هي من حقنا لو أننا أكملنا الطريق


وقبل أن تنتهي الحرب .. نام جنودنا وحلموا بأنهم انتصروا .. ثم استيقظوا واحتفلوا


وقبل أن نستعيد ما ضاع منا أو بالأحرى ما أضعناه .. اختلفنا على نصيب كل منا فيه واقتتلنا


والآن .. حكومتان ولا وطن


فمتى سنمتلك من العقل ما يكفي كي نعي حقيقة ما نحن فيه


ومتى سنعي أن السباق مع الزمن لا يعني أن نرمي بنادقنا قبل أن يرحل الغزاة وأن نطالب بدولة قبل أن نستعيد الوطن ..

نيويورك - غزة







في نيويورك : انزعج جميع أفراد العائلة وأصابتهم حالة من الذعر الشديد عندما انقطعت الكهرباء عن المنزل لدقيقتين بسبب سوء الأحوال الجوية ...




في غزة : يبتسم طفل في وجه أبيه ويقول : " الحمد لله .. لقد مرت ساعتان دون أن تنقطع الكهرباء .. كم نحن محظوظون اليوم . "




في نيويورك : تستيقظ سيدة من نومها في وقت متأخر من الليل غاضبة .. تتصل على الفور بالشرطة .. لقد أزعجها صوت الموسيقى القادم من بيت الجيران ...




في غزة : الساعة الثالثة صباحا .. تجلس أم في إحدى زوايا البيت .. تحتضن طفلها وتبكي .. تضع يديها على أذنيه علها تحول دون سماعه أصوات القصف المدفعي ..




في نيويورك : يقول رجل لزوجته : " سأترك هذا المكان من الحديقة لورودي المفضلة .. "




في غزة : يشير رجل بيده إلى مكان صغير خلف البيت ويقول لزوجته : " سأحفر لنا قبرا هنا .. لقد امتلأت كل مقابر المدينة .."




في نيويورك : قرر صاحب الكازينو بعد أن أحس بدنو أجله أن ينشر كتابا عن حياته.




في غزة : أعلنت فرق البحث بعد ساعات طويلة من العمل عن ضياع أشلاء جثة الرسام فلان الفلاني تحت ركام البناية التي كان يسكن فيها والتي قصفتها الطائرات الإسرائيلية ليلة أمس .

لا نريد سوى الحياة ..





لا نريد سوى الحياة

سماء بلا طائرات تحجب عنا القمر

طفولة بلا حجر

حلم يسير على مهل

دون أن يستوقفه صراخ الغزاة :

" توقف كي نمر ..."

إلى أين الهروب ...




إلى أيْن الهُروب

وكلما هربتُ منك هربتُ إليكِ

وكلما ضللتُ قلبي

وظننتُ أني نسيتكِ

دلني قمر عليك

إلى أين الهروب

وكل الدروب

تأخذني إلى عينيك